في بداية هذا العقد ظهر صدع صغير في قاعدة ما كان يعتقد بانها الأرض الصلبة للعالم العربي تماماً كما قيل ان الهزة الأرضية احتجاج على سكون الأرض. سكون لا يعرف متى ينفجر، لكن غالباً يعرف الناس لماذا؟
من هنا بدأ امتحان كرامة. انه الدرس الذي لا يتعلمه أساتذة الغطرسة: الانسان لا يصرخ بسبب الألم بل بسبب الإحساس بالألم.
إن رؤية كرامة في عشر سنوات هي محصلة أحداث قادها الشبّان والشابّات في العالم العربي، وتراكم من المعرفة والتفكير والفعل. تعمل هذه الرؤيا من خلال الفيلم الذي تجاوز دوره التنويري الى دور يدعو لليقظة والفعل. بالأخص في عالمنا العربي الذي يمر بتحولات جذرية. حيث بات الإنسان العربي عند مفترق طرق، لا يستطع الرجوع منها الى الوراء، انما قطع مسافات جديده الى الأمام مطالبا في مستقبل أكثر إيجابية وكرامة لجميع الشعوب دون أدني وجود للتمييز والتفرقة والعنصرية والطائفية.
نستذكر في هذه الدورة، كل المبعدين عن أوطانهم، والذين اجبروا على ترك بيوتهم، والمهمشين، والمحتجزين والمصابين والذين لم يعودوا بيننا، والناشطات الحقوقيات اللواتي واجهن تحديات مؤلمة، ونحيي هذا العام الشباب ونشكرهم لتجرؤهم على تخيل مستقبل أفضل لنضالهم في سبيل ذلك الحق فثمة ضوء متقد خلف حجب الظلام يبعث حياة بين الردم، فلنسخر هذا الضوء وهذه القوة ولندفع الشباب، فقد حان وقتهم.