"كرامة لأفلام حقوق الإنسان"... دورة فلسطين

يجوب فيلم "يلّا غزة" العروض والتظاهرات السينمائية التي تُقام في الآونة الأخيرة؛ إذ افتتح الفيلم سلسلة عروض انطلقت أخيراً في رام الله، وسيفتتح فعاليات الدورة الرابعة عشرة من "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، التي تنطلق اليوم في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنيّة، وتتواصل حتى 12 من الشهر الحالي.
في "يلا غزة"، يقدّم المخرج الفرنسي رولاند نورييه بانوراما وثائقية شاملة في 100 دقيقة، حول فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة.
أطلق "كرامة" على دورته هذا العام اسم "دورة فلسطين"، لتزامنها مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. في هذا السياق، تقول مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة: "نقيم الدورة في قلب الموت الذي يستهدف أجساد الأطفال الغضة وأمهاتهم، وتحت دويّ القنابل المجرمة والصواريخ الغادرة، لنعلن موقف صنّاع الأفلام مما يجري فوق أرض غزّة، ولنكشف وهَن المنظومة الأخلاقية العالمية وفاشيتها، متبنيّة في وهنها هذا، وإدارتها الظهر لأنّات الضحايا، تعارضًا واضحًا ومفضوحًا مع مواقف شعوبها وشعوب الأرض قاطبة، أعلنوها صادحة مطالبين بوقف القتل ومنتصرين للمظلومين".

تراجيديا القتل
بدوره، يوضح المدير الفنّي للمهرجان، المخرج إيهاب الخطيب، أن "تراجيديا القتل الإجرامي لكل ما هو فلسطيني، تجعل أي تظاهرة سينمائية أو إبداعية ضئيلة أمام قدسية الإنسان"، مضيفاً: "بعد 14 عامًا من انطلاقة كرامة، عشنا فيها تحولات مفصلية في عالمنا العربي من حروب وويلات وقهر، ها نحن نقف مكسورين أمام غزّة، ومندهشين أمام براعة الفلسطيني في الخروج من تحت الركام متمسّكًا بإنسانيّته، ومدافعاً عن حقّه في الحياة. ها نحن نقف نافرين من بشاعة الوجوه التي كشفت عن قتامةِ عنصريةٍ ازدواجيةِ معايير حقوق الإنسان. نقف أمام طهارة الدم الفلسطيني الذي تدفّق ليرد الروح إلى ريشة محارب ابن الأرض المُباد في الأميركيتيْن، ويُحاكي حُلم مُناضلٍ من أصول أفريقية ينتفض ضد الفوقيّة البيضاء التي لا تزال تخنقه، وإقدام محارب فيتناميّ، وعزم ثائر تشيليّ، وتحرريّة أمميٍّ كوبيّ".
يقول الخطيب: "ها نحن، مستمدّين مشروعيّتنا من جمهورنا ومن مفردات رسالتنا، نستجمع قوانا ونشحن إرادتنا، متبنّين دورة خاصة تحمل اسم فلسطين، فنحن في (كرامة) لطالما امتهنا الفعل السينمائي للدفاع عن الإنسان، رغم الألم، ورغم سؤالنا عن جدوى فعلنا".

أكثر من 70 فيلماً
إضافة إلى فيلم الافتتاح، يُعرض أكثر من 70 فيلماً روائياً ووثائقياً وتحريكياً قصيراً وطويلاً، وبمشاركة 25 ضيفاً من السينمائيين والخبراء الحقوقيين القادمين من دول عربية وأجنبية عديدة.
إلى جانب العروض، ستكون هناك ورش عمل تُعالج، وفق إدارة المهرجان، "سبل تعزيز مقاطعة السرديّة الصهيونية/الإسرائيلية وداعميها سينمائيًا، وتمكين صنّاع الأفلام لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال وداعميه في حق الشعب الفلسطيني".

ومن بين الأفلام السبعين، يتناول 30 فيلماً مختلف نواحي القضية الفلسطينية من منظور حقوق الإنسان، منها أفلام جرى عرضها في دورات سابقة لمهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان".

ومن الأفلام الدائرة في فَلَك القضية الفلسطينية، والإنسان الفلسطيني، والمرأة الفلسطينية، الفيلم النرويجي "البرج" (2018)، لمخرجه ماتس غرورد، الذي يعالج حكاية لجوء فلسطيني من مخيم برج البراجنة في لبنان، ويروي قصة النكبة وكيف سحقت الآلة العسكرية القرى الفلسطينية وأمعنت في التطهير العرقي، علمًا أن وزارة التربية والتعليم الفرنسية منعت، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عرض الفيلم في مدارس المرحلة الإعدادية في فرنسا في محاولة لإخفاء الحقيقة.

وتُعقد ضمن أعمال المهرجان جلسة للسينمائيين تحت عنوان "البروباغندا وحقيقة الأمور"، التي تضم مجموعة من صنّاع الأفلام والمنتجين والمخرجين والحقوقيين وخبراء القانون. وتُخَّصص أعمال هذه الجلسة لبحث سبل تفعيل المقاطعة الثقافية والأكاديمية والفنية على وجه العموم، والسينمائية على وجه الخصوص، لإسرائيل والجهات والهيئات الممثلة لدولة الاحتلال.

"كرامة لأفلام حقوق الإنسان"... دورة فلسطين (alaraby.co.uk)